سبب تاخر الانجاب عند الرجال | هل يُعد ضعف الانتصاب أحد الأسباب؟

يختلف سبب تاخر الانجاب عند الرجال من حالة لأخرى، فقد يكون مرتبطًا بخلل في إنتاج الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها، أو مشكلات تتعلق بالهرمونات أو ضعف الانتصاب.

في كثير من الأحيان لا تظهر الأعراض بوضوح مما يجعل الفحص الطبي المبكر خطوة أساسية لاكتشاف السبب الحقيقي وعلاجه بشكل صحيح.

ومع تطور وسائل التشخيص والعلاج أصبح بالإمكان تحديد سبب تاخر الانجاب عند الرجال بدقة ووضع خطة علاجية فعالة تساعد على تحسين الخصوبة واستعادة الأمل في الإنجاب.

سبب تاخر الانجاب عند الرجال | ما هي أسباب العقم عند الرجال؟

هناك أسباب عديدة لتأخر الإنجاب أو العقم لدى الرجال، وأحيانًا لا توجد إجابة واضحة لسبب عدم حدوث الحمل.

تشير الدراسات إلى أن الرجل مسؤول بنسبة 33% عن تأخر الإنجاب لأسباب مختلفة، الطبيب وحده هو القادر على تحديد السبب وإيجاد العلاج الأمثل لذلك.

أولاً: أسباب تتعلق بالحيوانات المنوية

قلة عدد الحيوانات المنوية: من أكثر الأسباب شيوعًا وغالبًا ما تنتج عن اضطرابات هرمونية أو خلل في الخصيتين.
ضعف حركة الحيوانات المنوية: ما يعيق قدرتها على الوصول إلى البويضة لتخصيبها.
تشوه الحيوانات المنوية: يؤثر على جودة التخصيب ويقلل احتمالات الحمل.
انسداد القنوات المنوية: يمنع خروج الحيوانات المنوية مع السائل المنوي رغم إنتاجها بشكل طبيعي داخل الخصيتين.
دوالي الخصية: سبب تاخر الانجاب عند الرجال يكون مرض دوالي الخصية بسبب ارتفاع درجة حرارة الخصية، مما يؤدي إلى ضعف إنتاج الحيوانات المنوية وانخفاض جودتها.

ثانيًا: الأسباب الجسدية

اضطرابات في الهرمونات الذكرية (هرمون التيستوستيرون): يؤثر على كفاءة إنتاج الحيوان المنوي والرغبة الجنسية.
التهابات الخصية والبروستاتا: تؤثر على وظيفة الجهاز التناسلي أو تسد القنوات المنوية.
القذف المرتجع: خروج السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من القضيب.
إصابات أو جراحات سابقة في منطقة الحوض: قد تسبب تلفًا في الأنسجة المنتجة للحيوانات المنوية.
الأورام السرطانية: مثل سرطان البروستاتا أو العلاجات الكيماوية أو الإشعاعية.
أمراض وراثية: مثل التليف الكيسي أو اضطرابات أخرى مثل متلازمة كلاينفلتر، التي تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.

ثالثًا: الأسباب النفسية

الضغط العصبي والتوتر المستمر: تشير الدراسات إلى أن التوتر النفسي يمكن أن يخل بمحور الغدة النخامية – الخصية (hypothalamus-pituitary-gonadal axis)، ويؤدّي إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول وانخفاض التستوستيرون، مما يؤثر على جودة الحيوانات المنوية (عددها، حركتها، شكلها)
الاكتئاب والقلق: دراسات أجريت على رجال مصابين بالعقم أو ممن يخضعون لعلاجه، أظهرت أن نسبة القلق والاكتئاب بينهم أعلى منها في الرجال غير المصابين، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على القدرة الإنجابية والوظيفة الجنسية .
الخوف من الفشل أو القلق من الإنجاب: من أسباب ضعف الانتصاب المؤقت ويؤثر على العلاقة الزوجية، وفي هذه الحالة يكون زراعة الدعامة هي أفضل حل بسبب فوائدها الكثيرة من تحقيق انتصاب ثابت وقوي ودائم.
وُجد ارتباط بين اضطرابات نمط العمل وجودة السائل المنوي، ما يضع التأثير النفسي والصحي في دائرة واحدة.

رابعًا: نمط الحياة والعوامل البيئية

السمنة المفرطة: تسبب خلل هرموني يقلل من جودة الحيوان المنوي.
التدخين وتناول الكحوليات: يسببان تلفًا في الحمض النووي للحيوانات المنوية ويقلل من عددها.
قلة النوم وسوء التغذية: يقلل من إفراز هرمون التستوستيرون وبالتالي تؤثر على الحيوان المنوي.
التعرض للحرارة العالية: مثل الحمامات الساخنة والساونا بشكل متكرر.
التعرض للمواد الكيميائية: مثل المبيدات الحشرية والسموم البيئية.
تناول بعض الأدوية: هناك بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وأدوية الاكتئاب قد تؤثر على الخصوبة.

أنواع تاخر الحمل بسبب الرجل

بعدما تعرفنا على سبب تاخر الانجاب عند الرجال من أكثر من منظور، نوضح أن عدم القدرة على الإنجاب وتأخر الحمل يكون نوعين:

تأخر الحمل الأولي: عدم حدوث حمل بعد مرور عام واحد من ممارسة جنسية منتظمة دون استخدام وسائل منع الحمل، بمعنى لم يحدث حمل مطلقًا من قبل.
تأخر الحمل الثانوي: عدم القدرة على الإنجاب مرة أخرى بعد حمل ناجح واحد على الأقل، ويرتبط غالبًا بعوامل مكتسبة ظهرت مع مرور الوقت.

في بعض الحالات التي يكون تأخر الإنجاب لدى الرجال بسبب سرعة القذف وضعف الانتصاب، تكون زراعة دعامة الانتصاب هي الحل الأمثل والأخير للحصول على انتصاب قوي وإتمام عملية الجماع بشكل يسمح بحدوث حمل.

ما هي التحاليل المطلوبة لتأخر الحمل للرجال؟

عند تأخر حدوث الحمل، يلجأ الطبيب إلى طلب مجموعة من التحاليل والفحوصات الطبية لتحديد سبب تاخر الانجاب عند الرجال بدقة وتشخيص الحالة بصورة صحيحة قبل بدء العلاج.

تحليل السائل المنوي (semen analysis): يعد هذا الفحص هو الفحص الأساسي والأكثر أهمية، حيث يُقيم من خلاله عدد الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها.
التحاليل الهرمونية: تهدف إلى تقييم كفاءة الخصيتين والغدة النخامية وتشمل:

هرمون التستوستيرون المسؤول عن الرغبة الجنسية وتكوين الحيوانات المنوية.
الهرمون المنشط للحويصلات (FSH) لتقييم وظيفة الخصية في إنتاج الحيوانات المنوية.
هرمون البرولاكتين ارتفاعه قد يسبب ضعف الانتصاب وقلة الرغبة الجنسية.

تحليل الحمض النووي للحيوانات المنوية: يستخدم لتحديد مدى سلامة المادة الوراثية داخل الحيوان المنوي، حيث تشير النسب العالية إلى ضعف الخصوبة وعدم انتصاب الذكر.
فحص الموجات فوق الصوتية للخصيتين: للكشف عن دوالي الخصية أو وجود مشكلات في الخصية.
تحليل الالتهابات أو العدوى المنقولة جنسيًا: مثل فحص الكلاميديا أو السيلان إذ قد تؤثر العدوى المزمنة على جودة السائل المنوي.
تحليل الكروموسومات: يتم طلبه في الحالات التي يًشتبه فيها بوجود خلل وراثي أو انعدام الحيوانات المنوية.

ما هو علاج تأخر الإنجاب عند الرجال؟

يعتمد العلاج على تحديد سبب تاخر الانجاب عند الرجال، إذ لا يوجد حل واحد يناسب جميع الحالات، ولكن تظل الدعامة الذكرية هي الحل النهائي لحالات ضعف الانتصاب المسبب لتأخر الإنجاب.

يبدأ الطبيب عادةً بإجراء فحوصات شاملة لتقييم وظيفة الخصيتين والقنوات المنوية وجودة الحيوانات المنوية كذلك.

أهم طرق علاج تأخر الإنجاب عند الرجال

العلاج الدوائي:

يستخدم في حالات الخلل الهرموني أو ضعف إنتاج الحيوانات المنوية.
تشمل الأدوية الهرمونية ومحفزات إنتاج التستوستيرون أو مضادات الأكسدة لتحسين جودة الحيوان المنوي.
في بعض الحالات يكون اللجوء إلى حقن الانتصاب أحد الحلول لتقوية ضعف الانتصاب للرجال.

العلاج الجراحي:

عملية ربط دوالي الخصية التي تساعد على تحسين إنتاج السائل المنوي.
استخراج الحيوانات المنوية من الخصية في حال انعدامها في السائل المنوي.
عملية زراعة الدعامة الهيدروليكية أو الدعامة المرنة في حال ضعف الانتصاب وعدم القدرة على ممارسة الجماع، لاستعادة القدرة الجنسية وتحسين فرص الإنجاب.

تحسين نمط الحياة:

الإقلاع عن التدخين والكحوليات.
تقليل الوزن الزائد والتخلص من السمنة.
ممارسة الرياضة بانتظام.
تجنب الحرارة العالية على الخصيتين.
تقليل التوتر النفسي والتفكير الزائد.

الوسائل المساعدة على الإنجاب

مثل التلقيح الصناعي (IVF) أو الحقن المجهري (ICSI) وهي حلول فعالة في حال فشل الطرق التقليدية.

ما هي هرمونات الإنجاب للرجل

تلعب الهرمونات دوراً محوريًا في تنظيم القدرة الإنجابية لدى الرجال، إذ تتحكم في إنتاج الحيوانات المنوية ووظائف الخصيتين والرغبة الجنسية.

وأي اضطراب في نسب هذه الهرمونات قد يؤدي إلى ضعف الخصوبة وتأخر الإنجاب.

تشمل أهم الهرمونات:

هرمون التيستوستيرون: يعد الهرمون الذكري الأساسي المسؤول عن تطور الصفات الجنسية الذكرية، وزيادة الرغبة الجنسية وتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية داخل الخصيتين.
الهرمون المنشط للحويصلات (FSH): يُفرز من الغدة النخامية ويُعد المحرك الأساسي لعملية تكوين الحيوانات المنوية إذ يحفز الخلايا المسؤولة عن إنتاجها داخل الأنابيب.
الهرمون الملتون (LH): يعمل على تحفيز الخلايا داخل الخصية لإنتاج هرمون التستوستيرون مما يربط بين الهرمونات الذكرية وقدرة الخصية على أداء وظيفتها التناسلية.
هرمون البرولاكتين: على الرغم من كونه هرمون يرتبط بالرضاعة لدى النساء، إلا أن ارتفاعه عند الرجال قد يؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية وخلل في الانتصاب.

إن التوازن بين هذه الهرمونات ضروري لسلامة الوظائف الجنسية والإنجابية، لذلك يُنصح بإجراء فحوصتها في حالات تأخر الإنجاب أو ضعف الانتصاب.

الخلاصة

في النهاية يتضح أن سبب تاخر الانجاب عند الرجال قد يرتبط بعوامل متعددة منها ما يتعلق بالحيوانات المنوية، ومنها ما يكون نتيجة مشكلات جسدية أو نفسية أو حتى نمط حياة غير صحي.

ولأن التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى نحو العلاج الفعال، يجب عدم الاعتماد على التوقعات بل مراجعة أ.د. أحمد راغب في مركز عيادات هو لصحة الرجل، حيث يقدم العلاج الأمثل لكل حالة بما يضمن استعادة الخصوبة وتحقيق حلم الأبوة.

تعرف على أ. د. أحمد راغب

الدكتور أحمد راغب من ضمن الأطباء القلائل المميزين حول العالم بحصولهم على شهادة البورد الأوروبي في طب وجراحات الصحة الجنسية من الاتحاد الأوروبي للأطباء المتخصصين (UEMS)

احجز موعد

سؤال وجواب!

ما الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر الإنجاب عند الرجال؟

تتعدد أسباب تأخر الإنجاب لدى الرجال، فقد تكون المشكلة في إنتاج الحيوانات المنوية، كقلة العدد أو ضعف الحركة أو وجود تشوهات، وقد ترتبط بأسباب جسدية مثل دوالي الخصية أو اضطرابات الهرمونات الذكرية أو التهابات الخصية والبروستاتا.

كما يمكن أن يكون السبب نفسيًا مثل التوتر أو القلق أو الخوف من الفشل، أو ناتجًا عن نمط حياة غير صحي يشمل التدخين، السمنة، أو التعرض للحرارة العالية والمواد الكيميائية.

هل يمكن تحسين الخصوبة بتغييرات في نمط الحياة فقط؟

في بعض الحالات البسيطة، نعم. فقد يؤدي فقدان الوزن الزائد، وتناول غذاء متوازن، والنوم الكافي، والإقلاع عن التدخين والكحول إلى تحسين جودة الحيوانات المنوية والهرمونات الذكرية بشكل ملحوظ.

لكن في الحالات المتقدمة، قد يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا أو جراحيًا مكملاً.

شارك المقالة عبر السوشيال ميديا