يُعد مرض بيروني أحد أشكال تقوّس القضيب المكتسَب، والذي ينشأ نتيجة تكوّن أنسجة ليفية داخل القضيب تؤدي إلى اعوجاجه أثناء الانتصاب. هذا الاعوجاج قد يرافقه ضعف في الانتصاب عند بعض المرضى، بينما يقتصر الأمر لدى آخرين على الانحناء فقط. 

من المهم إدراك أن هذا المرض لا تتم معالجته بشكل فوري، إذ يتطلب الانتظار حتى يثبت التليّف الذي يزيد بالوقت وقد يؤدي للتصلب، ليتم بعد ذلك اختيار الحل الجذري الأنسب، والذي غالبًا ما يكون زراعة الدعامة المرنة أو الهيدروليكية، ولكن السؤال المهم هو ما هي مدة الشفاء من مرض بيروني ؟!

محتوى المقالة

مدة الشفاء من مرض بيروني والعوامل التي تؤثر عليها

تختلف مدة الشفاء من مرض بيروني من مريض لآخر، وذلك لأنها تعتمد على عدة عوامل أساسية منها مرحلة المرض والعلاج المستخدم، من الممكن أن يتحسن اعوجاج القضيب في الحالات البسيطة خلال 6 – 12 شهر، بينما قد تحتاج الحالات الشديدة إلى تدخل علاجي أو جراحي حسب المرحلة.

يمر مرض بيروني بمرحلتين أساسيتين:

  • المرحلة النشطة (أو المبكرة): والتي تمتد عادة من 6 إلى 18 شهرًا، وخلالها يستمر التليف في التكوّن ويزداد اعوجاج القضيب تدريجيًا مع وجود ألم في القضيب؛ في هذه الفترة لا يُنصح بالتدخل الجراحي حتى يثبت الوضع.
  • المرحلة المستقرة: حيث يتوقف التليّف عن التطور ويصبح شكل الاعوجاج ثابتًا، قد تصل إلى 12-18 شهرًا من ظهور الأعراض، وهنا يبدأ التفكير في الحلول النهائية مثل التدخل الجراحي أو زراعة الدعامة.

العوامل التي تحدد مدة الشفاء من مرض بيروني

  1. شدة التليّف والاعوجاج: كلما كان التليّف أكبر والاعوجاج لليسار أشد طال وقت استقرار الحالة.
  2. مدى تأثر الانتصاب: إذا ترافق الاعوجاج مع ضعف الانتصاب، فقد يتطلب التدخل العلاجي وقتًا أطول.
  3. الاستجابة للعلاج الدوائي أو غير الجراحي: بعض المرضى قد يستفيدون جزئيًا من العلاجات المؤقتة؛ مما يساعد على تقليل الأعراض لحين استقرار الحالة.
  4. العمر والحالة الصحية العامة: مرضى السكري أو أمراض القلب مثلًا قد يستغرقون فترة أطول للتعافي أو يحتاجون إلى حلول جراحية مباشرة.
  5. الخبرة الطبية في التشخيص والمتابعة: الاعتماد على طبيب متخصص يساعد على اختيار التوقيت المناسب للتدخل الجراحي، وبالتالي تقليل مدة الشفاء الفعليّة.

أسباب مرض بيروني | أهم 5 أسباب وراء الإصابة ببيروني

تحدث الإصابة بمرض بيروني نتيجة تكوّن نسيج ليفي متصلب (تندب) داخل القضيب، وهو ما يؤدي إلى اعوجاجه أثناء الانتصاب. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف بشكل كامل ولا يؤثر على مدة الشفاء من مرض بيروني، إلا أن هناك عدة عوامل وأسباب يُعتقد أنها وراء ظهور الحالة.

  1. الإصابات المتكررة أو الصدمات: التعرض لإصابات دقيقة في القضيب أثناء الجماع أو نتيجة حادثة ما قد يؤدي إلى نزيف داخلي وتكوّن نسيج ندبي مع مرور الوقت.
  2. العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض بيروني قد يزيد من احتمال الإصابة به.
  3. اضطرابات النسيج الضام: بعض الأمراض التي تؤثر على الأنسجة الضامة مثل تصلب الجلد قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالمرض.
  4. العمر: يزداد انتشار مرض بيروني لدى الرجال بعد سن الأربعين بسبب فقدان مرونة الأنسجة وتراجع قدرة الجسم على التئام الإصابات.
  5. مشكلات صحية أخرى: مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، حيث تؤثر هذه الحالات على الأوعية الدموية والتئام الأنسجة.

ما هو أفضل علاج لمرض بيروني؟

يُجمِع أغلب الأطباء المتخصصين على أن أفضل علاج لمرض بيروني هو الذي يعتمد على مرحلة المرض وشدة تأثيره على حياة المريض. 

ففي المراحل المبكرة قد تُستخدم العلاجات الدوائية مثل فيتامين E و فيراباميل أو الحقن الموضعية مثل الكولاجيناز كحلول مؤقتة لتخفيف الألم وإبطاء التليّف، لكنها غالبًا لا تُعطي نتائج دائمة.

جراحة مرض بيروني

في الحالات المتقدمة، أو عند ثبات الاعوجاج مع وجود صعوبة في الجماع أو ضعف في الانتصاب، فيكون التدخل الجراحي هو الحل الأكثر فعالية ويجعل مدة الشفاء من مرض بيروني قصيرة.

ومن بين هذه الخيارات، تُعتبر زراعة الدعامة الذكرية (المرنة أو الهيدروليكية) العلاج النهائي والأكثر نجاحًا، لأنها لا تعالج فقط الاعوجاج الناتج عن بيروني، بل تُعيد أيضًا القدرة الكاملة على الانتصاب؛ مما يمنح المريض حياة زوجية طبيعية ومستقرة.

هل يشفى مرض بيروني من تلقاء نفسه؟

في بعض الحالات البسيطة من مرض بيروني قد يلاحظ المريض تحسّنًا طفيفًا أو استقرارًا في درجة الاعوجاج مع مرور الوقت دون الحاجة إلى تدخل طبي مباشر، خصوصًا خلال المرحلة المبكرة من المرض.

ومع ذلك، تشير الدراسات الطبيّة إلى أن النسبة الأكبر من المرضى لا يُشفون تلقائيًا، بل قد يزداد لديهم التليّف ويشتد الاعوجاج؛ مما يؤثر على القدرة الجنسية بمرور الوقت؛ لذا من المهم عدم الاعتماد على فكرة الشفاء الذاتي فقط، بل مراجعة طبيب متخصص لمتابعة تطور الحالة. 

في كثير من الحالات يأمر الطبيب بالانتظار حتى يستقر التليف، ثم يُحدد العلاج المناسب، سواء دوائيًا أو جراحيًا مثل زراعة الدعامة وخاصةً الهيدروليكية والتي تُعد الحل النهائي والأكثر فاعلية في الحالات المتقدمة، وتؤثر على مدة الشفاء من مرض بيروني بشكل إيجابي.

هل مرض بيروني خطير

من المهم توضيح أن خطورة مرض بيروني لا تكمن في تهديد الحياة بشكل مباشر، بل في تأثيره الكبير على الصحة الجنسيّة والنفسية للمريض. 

ففي بعض الحالات، يسبب الانحناء الشديد للقضيب صعوبة أو استحالة إتمام العلاقة الجنسية بشكل طبيعي، وقد يصاحبه ألم أثناء الانتصاب أو الجماع. كما يمكن أن يؤدي المرض إلى ضعف الانتصاب نتيجة التليّف وتغير تدفق الدم داخل القضيب.

هل يعود مرض بيروني بعد الشفاء منه؟

نعم، قد يعود مرض بيروني مرة أخرى، ولكن العلاج المبكر قد يساعد في تحسين الأعراض ومنع تفاقمها، كما أن في حالة التدخل الجراحي مثل زراعة الدعامة المرنة أو الهيدروليكية، فإن عودة المرض تكاد تكون نادرة؛ إذ تعمل الدعامة على تصحيح الانحناء بشكل دائم مع استعادة صلابة الانتصاب.

ومع ذلك، من المهم متابعة الحالة بانتظام مع الطبيب بعد العلاج، لأن الالتزام بالتعليمات الطبية يساعد على تقليل أي احتمالية لعودة الأعراض أو حدوث مضاعفات، كما أنه يساعد على تقصير مدة الشفاء من مرض بيروني.

هل هناك علاجات طبيعية لمرض بيروني؟

على الرغم من أن مرض بيروني يُعد من الحالات المعقدة التي غالبًا ما تحتاج إلى تدخل طبي أو جراحي، فإن بعض العلاجات الطبيعية قد تُستخدم كوسائل مساعدة لتخفيف الأعراض أو إبطاء تطور الانحناء، لكنها لا تُعد علاجًا نهائيًا للحالة.

العلاجات الطبيعية لمرض بيروني

  • المكملات الغذائية: مثل فيتامين هـ (Vitamin E) وبعض مضادات الأكسدة، والتي قد تساهم في تقليل الالتهاب وتحسين صحة الأوعية الدموية.
  • العلاج بالأعشاب: هناك بعض الأعشاب مثل الجنكة بيلوبا، التي يُعتقد أن لها دورًا في تعزيز تدفق الدم وتقليل الالتهابات.
  • التمارين اليدوية وأجهزة الشد: حيث قد تساعد أجهزة شد القضيب (Penile Traction Devices) في تقليل الانحناء وتحسين الطول مع الوقت، خصوصًا في المراحل المبكرة من المرض.
  • التغذية السليمة ونمط الحياة الصحي: الإقلاع عن التدخين، تقليل الكحول، والالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات قد يساعد على تحسين الصحة العامة للقضيب.

ومع ذلك؛ هذه الطرق الطبيعية لا تُغني عن الاستشارة الطبية، قد تكون داعمة فقط ضمن خطة علاج شاملة يحددها الطبيب.

تمارين لعلاج مرض بيروني

ليس هناك ما يثبت أن التمارين الرياضية وحدها قادرة على علاج مرض بيروني. بل على العكس، بعض التمارين الشائعة مثل التدليك أو الشد اليدوي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة أو التسبب في إصابات إضافية للقضيب، من المهم استشارة أخصائي جراحة المسالك البولية والذكورة قبل تجربة أي وسيلة علاجية منزلية.

بدلًا من الاعتماد على التمارين غير المُثبتة علميًا، يُوصي الأطباء باستخدام أجهزة شد أو تمديد القضيب  والتي تُعد الخيار العلاجي الوحيد المدعوم بالدراسات لتحسين انحناء القضيب وزيادة الطول في المراحل المبكرة من مرض بيروني، شرط أن تتم تحت إشراف طبي متخصص لتفادي أي مضاعفات.

تجربتي مع مرض بيروني | كيف شفيت من مرض بيروني

يقول أحد المرضى: كنت أعتقد أن ما أعانيه من انحناء شديد في القضيب وألم متكرر أمرٌ لا مخرج منه، فقد تطور الانحناء خلال العامين الماضيين حتى أصبح يعيق العلاقة الزوجية ويصاحبه ضعف في الانتصاب. جربت طرقًا دوائية ومكملات طبية لفترة، ولم تحقق النتائج المرجوّة.

بعد تشخيص دقيق وتقييم شامل من قِبل طبيب متخصص في أمراض الذكورة تبيّن أنني أعاني من مرض بيروني ومن وجود تليّفات شديدة بالأنسجة، قررتُ بعد استشارة طبية مُطوّلة وشرح كامل للمخاطر والفوائد، الخضوع لزراعة دعامة هيدروليكية.

كانت العملية دقيقة واستغرقت وقتًا ليس قصيرًا، وغادرت المستشفى في نفس اليوم. واجهت أيامًا قليلة من الألم الخفيف والتورّم الذي تلاشى تدريجيًا مع المسكنات والالتزام بتعليمات الطبيب. بعد حوالي أربعة أسابيع تعلّمت كيفية تشغيل المضخة داخل كيس الصفن، وبعد ستة إلى ثمانية أسابيع سمح الطبيب باستئناف الحياة الجنسية.

النتيجة النهائية كانت ممتازة عاد الانتصاب لقوته وأصبحت السيطرة عليه ممكنة عند الرغبة، واختفى الألم المرتبط بالانحناء إلى حدّ كبير، كما استعدت الثقة بالنفس والقوة الجنسية، وكانت مدة الشفاء من مرض بيروني صغيرة كما كان متوقع مع الجراحة.

الخلاصة

في النهاية، يمكن القول إن مدة الشفاء من مرض بيروني تختلف من مريض لآخر حسب درجة التليّف، شدة الاعوجاج، وخطة العلاج المتَّبعة، سواء كان ذلك علاجًا دوائيًا أو جراحيًا مثل زراعة الدعامة. لكن الثابت أن التشخيص المبكر، الالتزام بتعليمات الطبيب، والمتابعة المستمرة هي مفاتيح الوصول إلى أفضل النتائج وتحقيق الاستقرار الصحي والوظيفي للمريض. 

ومن خلال الخبرة الطبية المتخصصة يمكن تحويل هذه الرحلة الصعبة إلى بداية جديدة مليئة بالثقة والحياة الطبيعية.

تعرف على أ. د. أحمد راغب

الدكتور أحمد راغب من ضمن الأطباء القلائل المميزين حول العالم بحصولهم على شهادة البورد الأوروبي في طب وجراحات الصحة الجنسية من الاتحاد الأوروبي للأطباء المتخصصين (UEMS) 

سؤال وجواب!

ما هو مرض بيروني (Peyronie’s disease)؟

مرض بيروني هو حالة طبيّة تصيب القضيب نتيجة تكوّن أنسجة ليفية صلبة (لويحات) تحت الجلد في الطبقة المغلِّفة للأجسام الكهفية المسؤولة عن الانتصاب. هذه الأنسجة تسبب فقدان المرونة في جزء معين من القضيب؛ مما يؤدي إلى حدوث انحناء ملحوظ أثناء الانتصاب، قد يكون لأعلى أو لأسفل أو إلى أحد الجانبين.

قد تشعر بالنسيج الندبي من خلال الجلد كما يصاحب انحناء العضو الذكري في بعض الحالات شعور بالألم، وصعوبة في ممارسة العلاقة الزوجية، ويُقدّر الأطباء أن حوالي 6% إلى 10% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا من الرجال مصابون بمرض بيروني.

يُعد مرض بيروني من الحالات التي تتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا، خاصةً إذا كان الانحناء شديدًا أو تسبب في عجز جنسي، حيث أن التشخيص المبكر يساعد على اختيار العلاج المناسب سواءً كان دوائيًا أو جراحيًا حيث تظهر هنا فوائد الدعامات الذكرية.

كيف أعرف أني مصاب بمرض بيروني؟

هناك علامات وأعراض تُشير إلى إصابتك بمرض بيروني:

  • انحناء القضيب
  • وجود تكتلات أو لويحات صلبة
  • الألم أثناء الانتصاب أو ممارسة الجماع
  • قِصر في طول القضيب
  • تغيرات في شكل القضيب
  • مشكلات في الانتصاب

شارك المقالة عبر السوشيال ميديا

Facebook
X
LinkedIn
WhatsApp

شاهد أيضًا

ناقشنا بالتعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *