هل دوالي الخصية تؤثر على الانتصاب

تُعَدّ دوالي الخصية من أكثر المشكلات شيوعًا بين الرجال، فهي السبب المباشر في نحو 40% من حالات تأخر الإنجاب، لكن تأثيرها لا يتوقف عند هذا الحد فقط!

كثير من المرضى يتساءلون: هل دوالي الخصية تؤثر على الانتصاب أيضًا؟ الواقع أن التغيرات الناتجة عن هذه الحالة مثل ضعف تدفق الدم، وارتفاع حرارة الخصية، واضطراب إنتاج الهرمونات الذكرية قد تنعكس بشكل سلبي على كفاءة الانتصاب والصحة الجنسية للرجل.

لذلك، فإن فهم هذه العلاقة يساعد المريض على التعامل الصحيح مع المشكلة واختيار العلاج الأنسب تحت إشراف طبيب مختص.

هل دوالي الخصية تؤثر على الانتصاب | هل يمكن أن تسبب دوالي الخصية ضعف الانتصاب؟

نعم دوالي الخصية تؤثر على الانتصاب لدى بعض الرجال، إذ إن وجود الخصية خارج الجسم يحميها من ارتفاع درجة حرارتها وبالتالي زيادة كفاءتها. في حالة التسريب الوريدي يحدث خلل في مسار الدم ورجوعه مرة أخرى وتراكمه حول الخصية؛مما يؤدي إلى ارتفاع حرارتها وحدوث ضعف في إنتاج الحيوانات المنوية والهرمونات الذكرية وعلى رأسها هرمون التستوستيرون المسؤول عن الرغبة الجنسيّة وكفاءة الانتصاب.

ومع انخفاض مستويات هذا الهرمون قد تظهر أعراض مثل: ضعف الرغبة، وقلة الصلابة أثناء العلاقة الحميمة، وتأخر القذف أحيانًا.

كذلك فإن الألم المزمن المصاحب لدوالي الخصية، خاصة في المراحل المتقدمة، يمكن أن يسبب قلقًا نفسيًا ينعكس سلبًا على الأداء الجنسي.

وتكون زراعة الدعامة الذكرية هي أفضل الحلول لضعف الانتصاب وعدم القدرة على الجماع بشكل صحيح.

هل دوالي الخصية تؤثر على القذف؟

بعدما وضَّحنا كيف تؤثر دوالي الخصية على الانتصاب، نوضح تأثير الدوالي على عملية القذف.

دوالي الخصية في حد ذاتها لا تؤثر بشكل مباشر على عملية القذف، لأن القذف يعتمد أساسًا على الجهاز العصبي والعضلات المرتبطة بالإحليل والبروستاتا. ومع ذلك، فإن بعض الرجال قد يلاحظون تغيرات غير مباشرة نتيجة وجود الدوالي، مثل انخفاض حجم السائل المنوي أو ضعف جودته بسبب تأثر إنتاج الحيوانات المنوية، وهو ما قد يسبب مشكلات في الخصوبة.

كما أن الألم أو الانزعاج المصاحب للدوالي قد يؤثر أحيانًا على الرغبة الجنسية أو الاستمتاع بالعلاقة، لكن هذا لا يعني أن القذف نفسه يتوقف أو يختّل بشكل مباشر بسبب الدوالي.

ما هي أعراض دوالي الخصية؟

كثير من الرجال يطرحون هذا التساؤل، كيف أعرف أن لدي دوالي الخصية؟

تظهر دوالي الخصية تدريجيًّا في أغلب الحالات، وقد يلاحظ المريض بعض العلامات المميزة التي تساعد على اكتشافها، ومن أهمها:

الشعور بألم أو ثِقل في كيس الصفن يزداد مع الوقوف لفترات طويلة أو ممارسة المجهود البدني.
ملاحظة تورّم أو تضخم في كيس الصفن مع الإحساس بوجود تكتلات أو عروق ملتوية بارزة تشبه “كيس الديدان”.
تأخر الإنجاب نتيجة ضعف جودة وعدد الحيوانات المنوية الناتج عن تأثير الدوالي على وظيفة الخصية.
في بعض الحالات، قد يحدث انكماش أو صغر حجم الخصية المصابة مقارنةً بالأخرى.
انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون؛ مما قد يسبب مشاكل في الرغبة الجنسية وعدم الانتصاب الكامل.

تجدُر الإشارة إلى أن دوالي الخصية قد تكون بدون أعراض في بعض المرضى، ولا تُكتشف إلا بالصدفة أثناء الفحص الطبي عند البحث عن أسباب تأخر الإنجاب أو الضعف الجنسي، وهو ما يجيب عن سؤال هل دوالي الخصية تؤثر على الانتصاب أم لا؟

ما هو الفرق بين دوالي الخصية واحتقان الخصية؟

قد يخلط البعض بين دوالي الخصية واحتقان الخصية، لكن الحقيقة أن كل منهما حالة مختلفة تمامًا.

دوالي الخصية: هي توسّع غير طبيعي في الأوردة داخل كيس الصفن، مما يعيق تصريف الدم، ويرفع درجة حرارة الخصية، وهو ما قد يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية والخصوبة.

احتقان الخصية: هو شعور بالامتلاء أو الألم في الخصية نتيجة احتباس الدم بسبب الإثارة الجنسية دون حدوث قذف، وغالبًا ما يختفي هذا الاحتقان ويزول تدريجيًا مع الوقت أو بعد القذف ولا يترك مضاعفات طويلة الأمد.

لماذا تحدث دوالي الخصية؟ | 6 عوامل تزيد من خطر الإصابة بدوالي الخصية

لمعرفة هل دوالي الخصية تؤثر على الانتصاب أم لا، يجب معرفة الأسباب أولًا.

ترتبط الإصابة بدوالي الخصية بعدة عوامل متداخلة، من أهمها:

خلل الصمامات الوريدية: تعمل الصمامات الطبيعية داخل الأوردة على منع رجوع الدم عكس اتجاهه، لكن في حال ضعفها أو تلفها يتجمع الدم داخل الأوردة بدلاً من العودة بشكل طبيعي؛ مما يؤدي إلى تمدّدها وتكوّن الدوالي.
تراكم الدم وزيادة الضغط: مع ضعف الصمامات يزداد تجمع الدم داخل أوردة الخصية، وهذا يسبب ارتفاع الضغط الداخلي وتأثير مباشر على أنسجة الخصية ويؤدي إلى الضعف الجنسي.
العوامل التشريحيّة: دوالي الخصية أكثر شيوعًا في الجهة اليسرى بسبب طول الوريد واتجاه تدفقه العمودي نحو الوريد الكلوي، وهو ما يجعل تدفق الدم أصعب نسبيًا مقارنة بالجهة اليمنى.
الوقوف لفترات طويلة: البقاء واقفًا لفترات ممتدة قد يزيد الضغط على الأوردة في منطقة الحوض وكيس الصفن؛ مما يرفع خطر حدوث خلل في الصمامات الوريدية.
العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالدوالي، سواء في الخصيتين أو الساقين، قد يزيد من الاستعداد الوراثي للإصابة.
الضغط الخارجي على الأوردة: في بعض الحالات النادرة قد يتسبب ورم أو كتلة في منطقة البطن أو الحوض في الضغط على الأوردة وإعاقة تدفق الدم؛ مما يؤدي إلى ظهور الدوالي.

كيف يتم علاج دوالي الخصية؟

يؤكد أ.د. أحمد راغب – أستاذ جراحة المسالك والتناسلية والذكورة أن العلاج الفعّال والوحيد لدوالي الخصية هو إجراء عملية ربط الدوالي، لكن قرار التدخل الجراحي لا يُتخَذ بشكل عشوائي أو بناءً على رغبة المريض فقط، بل يعتمد على مجموعة من القواعد الطبية الدقيقة، أهمها:

مرور عام كامل على الزواج دون حدوث حمل بشكل طبيعي.
تشخيص دوالي الخصية من الدرجة الأولى بشكل واضح.
وجود خلل ملحوظ في تحليل السائل المنوي سواء في العدد أو الحركة أو الشكل.
التأكد من أن الزوجة لا تعاني من أسباب أخرى لتأخر الإنجاب يصعب علاجها.

بهذا النهج، يضمن الطبيب أن يكون التدخل الجراحي في الوقت الصحيح، بما يرفع من فرص الإنجاب ويحافظ على سلامة الزوجين.

عملية دوالي الخصية .. أنواعها وكيف تتم

هل دوالى الخصيه تؤثر على الانتصاب؟ هذا السؤال وضَّحناه سابقًا وأشرنا إلى وجود آثار سلبية للدوالي على عملية الانتصاب، لذا من الضروري أن نوضح أن العلاج النهائي هو عملية دوالي الخصية.

تُعد عملية ربط دوالي الخصية الحل الجراحي الوحيد والفعّال لعلاج هذه المشكلة، حيث تهدف إلى إيقاف تدفق الدم غير الطبيعي في الأوردة المصابة وتحويله إلى مسار طبيعي؛ مما يحافظ على تقوية الانتصاب ويحسن فرص الإنجاب.

1- الجراحة التقليدية:

يتم فيها اجراء شق جراحي صغير في منطقة البطن أو أعلى كيس الصفن لربط الأوردة المصابة. ورغم فعاليتها، إلا أن فترة التعافي قد تكون أطول مقارنةً بالأساليب الحديثة.

2- عملية ربط الدوالي بالميكروسكوب الجراحي:

تُعتبر أدق وأكثر الطرق نجاحًا، حيث يستخدم الجراح الميكروسكوب لتكبير الأوردة عشر مرات وتمييزها عن الأوعية الدموية الأخرى كالشرايين ثم يقوم بربط الأوردرة المصابة؛ مما يقلل من احتمالية عودة الدوالي أو حدوث مضاعفات.

3- عملية المنظار الجراحي:

تتم عبر فتحات صغيرة في البطن يُدخل من خلالها أنبوب رفيع مزوَّد بكاميرا (المنظار) لربط الأوردة المصابة، وتمتاز هذه الطريقة بسرعة التعافي وقلة الألم بعد العملية.

متى يعود الانتصاب بعد عملية دوالي الخصية؟

تحسّن القدرة الجنسية والانتصاب بعد عملية دوالي الخصية يختلف من مريض لآخر حسب العمر، درجة الدوالي قبل العملية، وحالة الخصية العامة. عادةً ما تبدأ النتائج الإيجابية في الظهور تدريجيًا خلال شهر إلى ثلاثة أشهر بعد العملية، وهو نفس الإطار الزمني اللازم لتحسن جودة الحيوانات المنوية، لأن دورة إنتاج الحيوانات المنوية تستغرق نحو 72 يومًا.

يؤكد الأطباء أن الهدف الأساسي من العملية هو تحسين الخصوبة وجودة السائل المنوي، إلا أن كثيرًا من المرضى يلاحظون تحسّنًا في قوة الانتصاب وانخفاض الألم أو الثِقل في الخصية مع مرور الوقت.

لكن من المهم معرفة أن العملية ليست علاجًا مباشرًا لمشكلات الانتصاب إذا كانت ناتجة عن أسباب أخرى مثل الأمراض المزمنة، ضعف الهرمونات، حيث تكون زراعة الدعامة حلًا رائعًا لضعف الانتصاب شرط أن تتم على يد طبيب متخصص ومتمرس في عمليات زراعة الدعامات الذكرية.

ماذا يحدث إذا تركت دوالي الخصية؟

إهمال علاج دوالي الخصية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مع مرور الوقت. فمع استمرار ارتجاع الدم وتجمعه في أوردة الخصية، يتعرض نسيج الخصية لارتفاع درجة الحرارة ونقص في التغذية الدموية؛ مما يؤثر سلبًا على كفاءة إنتاج الحيوانات المنوية.

هذا الوضع قد يتطور إلى ضعف في الخصوبة أو العقم الثانوي إذا لم يتم التدخل. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض المرضى من ألم مزمن أو شعور بثِقل في الخصية، وفي بعض الحالات قد يحدث ضمور (انكماش) في حجم الخصية المصابة، الأمر الذي يزيد من خطورة التأثير على القدرة الإنجابية مستقبلاً.

الخلاصة

في النهاية، يمكن القول أن التساؤل عما إذا كانت دوالى الخصية تؤثر على الانتصاب يُعد من أكثر الأسئلة التي تشغل بال الكثير من الرجال، خاصةً عند ارتباطها بتأخر الإنجاب أو اضطرابات الأداء الجنسي.

وهنا يُوصي الأستاذ الدكتور أحمد راغب – أستاذ جراحة المسالك والتناسلية والذكورة بمركز عيادات هو لصحة الرجل، بضرورة التوجه إلى الطبيب المتخصص لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد العلاج الأمثل، وذلك لضمان الحفاظ على الصحة الجنسيّة والإنجابية في أفضل حال.

تعرف على أ. د. أحمد راغب

الدكتور أحمد راغب من ضمن الأطباء القلائل المميزين حول العالم بحصولهم على شهادة البورد الأوروبي في طب وجراحات الصحة الجنسية من الاتحاد الأوروبي للأطباء المتخصصين (UEMS)

احجز موعد

سؤال وجواب!

كم تستغرق عملية الدعامة الذكرية؟

يستغرق إجراء عملية الدعامة الذكرية عادةً 35 دقيقة، ويمكن لمعظم المرضى العودة إلى منازلهم في نفس اليوم بعد إجراء العملية، مع الالتزام بتعليمات الطبيب خلال فترة التعافي، لضمان الحصول على أفضل النتائج وتفادي الآثار الجانبية المحتملة.

متى تحتاج إلى زراعة دعامات العضو الذكري؟

يُحدِّد الطبيب ما إذا كُنت بحاجةٍ إلى دعامات العضو الذكري بالفعل أم لا، وتتأكّد الحاجة إليها في حالة:

فشل الوسائل العلاجية الأخرى لضعف الانتصاب أو عدم الرغبة في العلاج باستخدامها، مثل الأدوية أو جهاز الشفط أو غيرها.
مرض بيروني، وهو تشوّه يجعل العضو الذكري أكثر انحناءً، مما يؤثِّر في الانتصاب.
ضعف الانتصاب الشديد الناجِم عن مرض السكري.
ضعف الانتصاب بعد عملية استئصال البروستاتا.