الانتصاب بعد استئصال البروستاتا

الانتصاب بعد استئصال البروستاتا | هل يحدث انتصاب بدون بروستات؟

يُعتبر الانتصاب بعد استئصال البروستاتا تحديًا حقيقيًا يواجه العديد من الرجال بعد الخضوع للجراحة، إذ ترتبط هذه العملية أحيانًا بتأثير مؤقت أو دائم على القدرة الجنسية نتيجة قرب الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب من منطقة الجراحة. 

ومع ذلك، فإن الطب الحديث أتاح حلولًا فعّالة تساعد المريض على استعادة وظائفه الجنسية بشكل طبيعي، بدءًا من العلاج الدوائي ووصولًا إلى زراعة الدعامة الذكرية التي تُعد من أنجح الخيارات لاسترجاع الانتصاب الطبيعي وتحسين جودة الحياة بعد العملية.

محتوى المقالة

هل يتأثر الانتصاب بعد استئصال البروستاتا

البروستاتا هي غدة صغيرة في الحوض بحجم حبة الجوز تقريبًا، تقع بين المثانة والمستقيم عند قاعدة القضيب، توجد على جانبي البروستاتا حزم من الأعصاب اللازمة للانتصاب. تمر هذه الأعصاب بالقرب من غدة البروستاتا، وإذا أُزيل أو تضرر أحدهما أو كليهما أثناء الجراحة، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الانتصاب.

هذا ما يفسر أن بعض الرجال يعانون من ضعف الانتصاب خلال الأشهر القليلة الأولى بعد استئصال البروستاتا. 

ومع ذلك، فإن مدى التأثر يعتمد على عدة عناصر رئيسية؛ أولها عمر المريض، فالرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، تزداد احتمالية تعافي الأعصاب بشكل أسرع واستعادة الانتصاب بشكل أفضل. 

ثانيًا، حالة الانتصاب قبل الجراحة، إذ تشير الدراسات إلى أن الرجال الذين كانت لديهم وظيفة جنسية جيدة قبل العملية تكون فرص تحسنهم أكبر بعد الجراحة. 

كما تلعب خبرة الجراح ودقته في إجراء عملية استئصال البروستاتا دورًا محوريًا في تقليل تلف الأعصاب، خاصةً في العمليات التي تُجرى بتقنيات حديثة مثل الجراحة الروبوتية. 

وأخيرًا، فإن العوامل الصحية العامة مثل وجود أمراض مزمنة (كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم) أو التدخين قد تؤثر أيضًا على سرعة التعافي الجنسي بعد العملية.

لماذا تؤدي عملية استئصال البروستاتا إلى ضعف الانتصاب؟

هناك عدة أسباب رئيسية قد تسبب ضعف الانتصاب بعد استئصال البروستاتا، من أهمها:

  1. تلف الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب:

تقع الأعصاب التي تتحكم في الانتصاب بجوار غدة البروستاتا مباشرة، وأثناء استئصال البروستاتا قد تتعرض هذه الأعصاب للقطع أو الضرر حتى مع الجراحة الدقيقة، مما يؤدي إلى ضعف الإشارات العصبية اللازمة لحدوث الانتصاب.

  1. تأثر الأوعية الدموية الدقيقة:

أثناء العملية قد تتأثر الأوعية التي تغذي القضيب بالدم، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأنسجة المسؤولة عن الانتصاب، وبالتالي يحدث ضعف في القوة أو الاستمرارية.

  1. الندبات أو التليف بعد الجراحة:

في بعض الحالات، يتكوّن نسيج ليفي حول مكان الجراحة يؤثر على الدورة الدموية في منطقة الحوض ويعيق استجابة الأنسجة للانتصاب.

  1. انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية:

بعد العملية قد يحدث اضطراب مؤقت في إفراز بعض الهرمونات، مثل التستوستيرون، مما ينعكس سلبًا على الرغبة والقدرة الجنسية.

  1. العوامل النفسية والقلق من الفشل:

الخوف من الألم أو الفشل في الأداء الجنسي بعد الجراحة قد يسبب قلقًا نفسيًا يؤدي بدوره إلى ضعف انتصاب مؤقت حتى مع سلامة الأعصاب والأوعية.

إلى متى يستمر عدم الانتصاب بعد عملية استئصال البروستاتا؟

تختلف مدة استمرار عدم الانتصاب بعد استئصال البروستاتا من شخص لآخر، حيث تعتمد على عدة عوامل منها عمر المريض، ومدى الحفاظ على الأعصاب المحيطة، ونوع الجراحة المستخدمة.

وبشكل عام، قد تستمر فترة ضعف الانتصاب من عدة أشهر حتى عامين بعد الجراحة، قبل أن تبدأ الأعصاب في التعافي تدريجيًا وتعود القدرة على الانتصاب الطبيعي.

في بعض الحالات، يبدأ التحسن خلال 6 إلى 12 شهرًا، خاصة إذا كانت الجراحة محافظة على الأعصاب (Nerve-sparing surgery) وأُجريت بدقة عالية. 

أما في الحالات التي يحدث فيها تلف جزئي أو كلي للأعصاب، فقد يستغرق التعافي فترة أطول، وقد يحتاج المريض إلى علاج داعم لتحفيز الانتصاب مثل الأدوية، أو الحقن الموضعية، أو جلسات العلاج بالبلازما، أو حتى زراعة الدعامة الهيدروليكية في حال استمرار المشكلة والتي تكون حل نهائي وفعال في هذه الحالات.

مضاعفات عملية استئصال البروستاتا

يؤكد الأستاذ الدكتور أحمد راغب – أستاذ جراحة المسالك والتناسلية والذكورة أن الاكتشاف المبكر لأورام البروستاتا يسهم في تقليل المضاعفات بشكل كبير، فكلما كانت الحالة في مرحلة مبكرة، كان التدخل الجراحي أبسط وكانت فرص الحفاظ على الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب أعلى، مما يجعل العملية لا تؤثر على الصحة الجنسية أو القدرة الإنجابية في أغلب الحالات 

أولاً: المضاعفات الجنسية

  • ضعف الانتصاب بعد استئصال البروستاتا: من أكثر المضاعفات شيوعًا، ويحدث نتيجة تأثر الأعصاب المحيطة بالقضيب أثناء الجراحة، لكنه غالبًا ما يكون مؤقتًا خاصة عند إجراء العملية بأسلوب المحافظة على الأعصاب.
  • القذف المرتجع أو غياب القذف: يحدث عندما يتدفق السائل المنوي إلى المثانة بدلًا من الخروج عبر الإحليل، وهي حالة غير خطيرة لكنها قد تؤثر على الخصوبة.
  • انخفاض الرغبة الجنسية مؤقتًا: بسبب التوتر أو الألم بعد الجراحة، وتعود لطبيعتها مع التعافي.

ثانيًا: المضاعفات البولية

  • صعوبة التبول المؤقتة: نتيجة تورم الأنسجة بعد العملية.
  • سلس البول: قد يحدث بدرجات متفاوتة، وغالبًا ما يتحسن خلال أشهر قليلة مع تمارين عضلات الحوض والعلاج الطبيعي.
  • التهاب أو عدوى المسالك البولية: بسبب تركيب القسطرة أو الجراحة نفسها، ويتم علاجه بالمضادات الحيوية المناسبة.

ثالثًا: مضاعفات أخرى

  • النزيف أثناء أو بعد العملية: ويُعالج عادة بالملاحظة أو بنقل الدم في حالات نادرة.
  • العدوى في موضع الجراحة: ويمكن تجنبها بالالتزام بتعليمات الطبيب والنظافة الجيدة.
  • الألم أو التورم في منطقة الحوض: وغالبًا ما يكون بسيطًا ويزول تدريجيًا مع الوقت.

مدة الشفاء بعد عملية البروستات

تختلف مدة الشفاء بعد عملية استئصال البروستاتا باختلاف نوع التقنية المستخدمة في الجراحة، وعوامل أخرى مثل عمر المريض، حالته الصحية العامة، ووجود مضاعفات بعد العملية.

  1. الجراحة التقليدية (استئصال البروستاتا الجذري المفتوح): في هذا النوع يتم فتح شق جراحي أسفل البطن لإزالة الغدة، ويستغرف فترة تعافي تتراوح من 4 – 6 أسابيع.
  2. جراحة الليزر لاستئصال البروستاتا (Laser Prostate Surgery): يعتمد على استخدام تقنية الليزر لإزالة البروستاتا ويكون فترة التعافي فيها أقل تتراوح من 3 – 4 أسابيع.
  3. جراحة الإيكوليزر أو الليزر الموجه بالموجات فوق الصوتية: تقنية حديثة تعتمد على إدخال ألياف ليزر دقيقة موجهة بالأشعة فوق الصوتية لتقليص حجم البروستاتا، و تتطلب فترة شفاء قصيرة تصل إلى 7 إلى 10 أيام فقط.

متى يسمح بالجماع بعد استئصال البروستاتا؟

عادةً ما يُسمح بالجماع بعد 4 إلى 8 أسابيع من عملية استئصال البروستاتا، حسب نوع التقنية المستخدمة وسرعة التعافي والمتابعة المنتظمة مع الطبيب؛ فهي ضرورية لتحديد الوقت المناسب والخيارات العلاجية المثلى لاستعادة الوظيفة الجنسية بأمان.

في حال حدوث ضعف في الانتصاب بعد استئصال البروستاتا يمكن للطبيب أن يوصي بوسائل علاجية من أهمها زراعة الدعامة الذكرية الهيدروليكية كخيار فعال لاستعادة الأداء الجنسي بشكل دائم عند الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي.

العلاج الفعال للضعف الجنسي بعد جراحة إزالة البروستاتا

ضعف الانتصاب بعد استئصال البروستاتا من المضاعفات الشائعة، خاصةً الجذري منها، نتيجة تأثر الأعصاب أو الأوعية الدموية المسؤولة عن الانتصاب. 

ومع ذلك، هناك العديد من الحلول الفعالة التي تساعد على استعادة القدرة الجنسية تدريجيًا أو بشكل كامل.

بالتفصيل علاج ضعف الانتصاب بعد استئصال البروستاتا

الأدوية المحفزة للانتصاب (PDE5 inhibitors) :

مثل الفياجرا والسياليس، تعمل على زيادة تدفق الدم إلى القضيب، وتُستخدم في المراحل الأولى من إعادة التأهيل الجنسي بعد العملية؛ ولا تُستخدم إلا بعد موافقة الطبيب، خاصة في مرضى القلب أو الضغط.

الحقن الموضعية في القضيب (Intracavernosal Injections) :

تحتوي على مواد مثل ألبروستاديل التي تُحدث انتصابًا مباشرًا حتى في غياب التحفيز العصبي

وتُعد خيارًا مؤقتًا وفعّالًا للمرضى الذين لم يستجيبوا للأدوية الفموية.

أجهزة التفريغ الهوائي (Vacuum Devices) : 

تساعد على سحب الدم إلى القضيب ميكانيكيًا لتوليد الانتصاب، تعتبر حلاً غير جراحي، لكنها قد تكون مزعجة للبعض أثناء الاستخدام.

زراعة الدعامة الذكرية (Hydraulic Penile Implant) :

الخيار العلاجي الأنجح والأكثر فعالية في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الدوائية، فهي تتيح للمريض تحكمًا كاملًا في الانتصاب من حيث الوقت والصلابة، وتُعيد الحياة الزوجية لطبيعتها تمامًا.

الانتصاب بعد استئصال البروستاتا بالدعامة

في الحالات التي يفشل فيها العلاج الدوائي أو الحقن الموضعي بعد استئصال البروستاتا، تعد زراعة دعامة الانتصاب الحل الأكثر فعالية لاستعادة الانتصاب الطبيعي.

تعمل الدعامة على تعويض وظيفة الأنسجة الكهفية التي تضررت أثناء الجراحة، وتمنح المريض قدرة كاملة على التحكم في توقيت الانتصاب ومدته دون الاعتماد على الأدوية.

أنواع الدعامات الذكرية

تتوفر عدة أنواع من الدعامات التي تُزرع داخل القضيب، ويُحدد النوع الأنسب حسب حالة المريض وتوصية الطبيب المختص:

  • الدعامة المرنة (الصلبة): تتكون من قضيبين مرنين يُحافظان على صلابة ثابتة، ويُعد تركيبها أبسط من الأنواع الأخرى، لكنها لا تسمح بارتخاء القضيب الكامل.
  • الدعامة الهيدروليكية (الثلاثية): تتكون من ثلاث قطع (الخزان، المضخة، الأسطوانات) وتمنح المريض تحكمًا كاملاً في الانتصاب والارتخاء عبر مضخة صغيرة تُزرع في كيس الصفن. وهي الأكثر تطورًا وراحة من حيث الشكل والأداء.

متى يمكن التفكير في دعامة الانتصاب بعد استئصال البروستاتا؟

يُوصي عادةً بالتريث قبل اتخاذ قرار زراعة الدعامة بعد استئصال البروستاتا، إذ يجب التأكد أولاً من ثبات الحالة واستقرار الجرح الجراحي بالكامل.

وفي الغالب، يتم النظر في خيار الدعامة بعد مرور من 6 إلى 12 شهرًا من الجراحة، وذلك بعد التأكد من عدم استجابة المريض للعلاجات الدوائية أو أجهزة الشفط أو الحقن الموضعي.

فالتوقيت المثالي يعتمد على مدى تعافي الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب، فبعض الحالات قد تستعيد جزءًا من القدرة الجنسية طبيعيًا خلال الأشهر الأولى، بينما تحتاج أخرى إلى تدخل جراحي بالدعامة لاستعادة الانتصاب بعد استئصال البروستاتا بشكل دائم وفعّال.

الخلاصة

علاج ضعف الانتصاب بعد استئصال البروستاتا يعتمد على درجة الضرر العصبي واستجابة المريض، لكن زراعة الدعامة الهيدروليكية تظل الحل الأكثر فاعلية لاستعادة الانتصاب بشكل طبيعي ودائم.

تعرف على أ. د. أحمد راغب

الدكتور أحمد راغب من ضمن الأطباء القلائل المميزين حول العالم بحصولهم على شهادة البورد الأوروبي في طب وجراحات الصحة الجنسية من الاتحاد الأوروبي للأطباء المتخصصين (UEMS) 

سؤال وجواب!

كم تستمر فترة ضعف الانتصاب بعد استئصال البروستاتا؟

تختلف المدة من شخص لآخر، وتتراوح عادة بين عدة أشهر إلى عامين، حسب مدى تلف الأعصاب ونوع الجراحة المستخدمة.

كم تستغرق مدة الشفاء بعد استئصال البروستاتا؟

تختلف مدة الشفاء بعد استئصال البروستاتا حسب نوع الجراحة:

  • الجراحة التقليدية: 4–6 أسابيع

  • جراحة الليزر: 3–4 أسابيع

  • الإيكوليزر أو الليزر الموجّه: 7–10 أيام

شارك المقالة عبر السوشيال ميديا

Facebook
X
LinkedIn
WhatsApp

شاهد أيضًا

ناقشنا بالتعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *